اولا سأحكي سيناريو للواقع الذي يمر بأغلب المربيين لهذه الأنواع من الكلاب
عند ولادة الجرو يكون حالة كحال الطفل
لا يقدر على مساعدة نفسه ولا اطعام نفسه يزيد انه يولد غير مبصر وتكون جفون عينيه مغلقه اول اسابيع من حياته
بمرور الأيام يبدأ الصغير في فتح عينيه ورؤية العالم وامه واخوته وطبعا يراني دوما وتبدأ مشاعر الحب والتعلق بينه وبيني
في نفس الوقت يكون يحاول ان يخطو اولى خطواته المترنحه الغير متزنه
ويبدأ في التعبير عن مشاعره بالركض اتجاهي ومحاولة الصعود على ارجلي وهو يلاعب ذلك الذيل الصغير جدا فرحاً وسروراً برؤيتي
اول ما يأتي الي فكري في هذه اللحظه الجميله التي لا تنسى
هو انه اّن الأوان لقص هذه الذيول الصغيره التي لا تكاد تتعدى طول اصغر اصابعي
اداعب نفسي : فعلا سيكون امر لطيف ان اراهم بدون هذه الذيول كباقي الكلاب من نفس فصيلتهم
والحال نفسه ان كنت اربي كلباً من السلالات التي يتم قص أذانهم
قبل ان نقرر ماذا سنفعل فلنأخذ كافة الأراء المتعلقه بهذه العمليات
ان بحثنا سنجد ان الاراء انقسمت نصفين
اولا النصف المعارض لهذه العمليات
هم الحقوقيون على مستوى العالم وعلتهم في ذلك اننا بهذا نعرض الجراء الصغيرة لمخاطر التخدير والألم والعلاجات وتلوث الجروح و الحزن النفسي لعدم القدرة على التعبير عن مشاعرهم واستخدام كافة اعضاءهم
ثانيا النصف الثاني المصمم على العمليات
هم مربو الكلاب والتجار وعلتهم في ذلك
هو الحفاظ على هذه الحيوانات سليمه نظرا لامكانية تعرض ذيلها واذنها للجروح والالتواءات وكافة الاصابات حيث انها سلالات صيد
وفصيل منهم يرى انها اصبحت ضمن التقاليد وان الكلب بهذا يكون شكله أفضل(وهنا الاعتراف بأنها تجميليه ) وبالتالي فاننا نحافظ على نقاء السلالات وقياساتها
مؤكدين ان هذه الحيوانات تخصهم ويمتلكونها
اذن فلنرجع للوراء ونرى لماذا تم التفكير في هذه العمليات قديما
اجريت هذه العمليات لسلالات من الكلاب الخاصه بالصيد
مثل الدوبرمان والروتوايلر والجريت دان واليوركشير وغيرهم نظرا للبيئه التي يصطاد فيها الكلب من اشجار ونباتات شوكيه
فضلا عن صراعه مع الفريسة الذي قد ينجم عنه بعض الاصابات للكلب غالبا في رأسه وارجله وذيله
فتم اللجوء لقص الاذن ليصغر حجمها وتنتصب للأعلى وقطع الذيل لذلك
ولا اعلم لماذا لم يقررا ايضا بتر الأرجل فهي عضو معرض أيضا للاصابات !!
والأن في عصرنا الحديث انتهي استخدام الكلاب في الصيد وهذه المطاردات العنيفة
وبعض كلاب الصيد هذه تم شطبه من تصنيفات كلاب الصيد مثل اليوركشير واصبح ضمن كلاب الزينه
واصبح انتاج هذه السلالات لغرض ان تكون كلاب مرافقه للانسان وليس للصيد كما كان
ومن هنا ينتهي الغرض الذي بسببه لجأنا لهذه العمليات
هل تعلم ان عملية قطع الذيل للجراء تتم دون استخدام التخدير وهو في عمر 2-5 أيام
واحيانا قليله جدا يقوم الجراح باعطاء مخدر موضعي بسيط قبل الجراحة ولكنه غير محبذ لصغر السن
وايضا لا يتم اعطاءه مسكنات والاكتفاء بوضعه مع امه ليرضع وبذلك تنتهي صرخاته وبكاءه من الألم الذي يعانيه؟
هل تعلم ان عملية قص الأذن تتم في عمر اسبوع الى اسبوعين وفيها يتم تعريض الصغير لتخدير كلي دون اهميه مرضيه
وانه نحو ثلثي اذنه يتم التخلص منهم ووضع الغرز بعد ذلك؟؟
هل تعلم انه هناك ظاهره تصيب الكلاب اسمها الألم التخيلي
Phantom Pain
هذا الألم يشعر به الحيوان الذي يفقد جزء من اطرافه او جسده
فتراه يتألم تخيليا من مكان القطعه التي قطعت من أذنه ويشعر انها موجوده وتؤلمة
ونفس الحال مع الذيل يشعر بوجوده وبوجود الألم به
نفس الحاله تصيب البشر اصحاب الأطراب المبتوره؟؟
ستجد الكلب طول فترة حياته من أن لأخر يهز رأسه بهيستريا ويحاول الهرش فيها بأرجله
ويأن الما
من وقت لأخر تراه يحرك الجزء البسيط جدا من ذيله مع مؤخرته بشكل غريب لاينم سوى عن الألم ولكننا نتجاهل ما يحدث دائما
الألم النفسي والبدني الواقع على هذه المخلوقات البريئه
والشعور بأني السبب فيه وفي حرمانهم من حقوقهم
وقيامي بالتعدي على حريتهم في العيش كاملين كما خلقهم الله
هو ما جعلني أقرر وأقسم أمام الله
أني لن أكون ابدا سببا في هذه المعاناه وانني لن أقوم باجراء هذه الجراحه ما حييت مهما كان العائد المادي من وراءها
أرجو من جميع من يقرأ مقالي التدبر
فأنها مخلوقات الله سخرها لنا لتسعدنا وتصاحبنا ومنها نأكل ومنها نشرب ولنا فيها منافع كثيره
لم تكن ابدا ملكية لنا وانما امانه في اعناقنا سنسأل عنها يوم الحساب
ومن كان منهم له علينا مظلمة فسيمكنه الله منا ليسترد حقه
واختم كلامي بكلام رب العالمين من سورة النساء
عن لسان ابليس الملعون
{ وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ ٱلأَنْعَٰمِ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَٰنَ وَلِيّاً مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً } سورة النساء: 119
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق